القتل المتسلسل
القاتل المتسلسل (serial killer)
يُنسب المصطلح الإنجليزي serial killer ومفهوم القاتل المتسلسل إلى العميل الخاص السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت ريسلر الذي استخدم مصطلح القتل المتسلسل في عام 1974.
القاتل المتسلسل ليس قاتلا جماعيا ، او قاتل سريع.
تعريف القاتل المتسلسل هو عادةً شخص يقتل ثلاثة أشخاص أو أكثر،عادة ما يكون القتل لإشباع رغبات نفسية غير طبيعية ، ويستمر ارتكاب جرائم القتل لأكثر من شهر وتشمل فترة زمنية كبيرة بينهما. تطبق السلطات المختلفة معايير مختلفة عند تعيين القتلة المتسلسلين. على سبيل المثال، فإن معظم السلطات حددت عتبة ثلاث جرائم قتل، لكن البعض الآخر يمدها إلى أربع أو يخفضها إلى جريمتين.
يُعرّف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) القتل المتسلسل بأنه "سلسلة من عمليتي قتل أو أكثر، تُرتكب كحدثين منفصلين، عادة ولكن ليس دائمًا، من جانب قاتل واحد يتصرف بمفرده".
على الرغم من أن الإشباع النفسي هو الدافع المعتاد للقتل المتسلسل، ينص مكتب التحقيقات الفيدرالي على أن دوافع القتلة التسلسليين يمكن أن تشمل الغضب والسعي وراء الإثارة والمكاسب المالية وجذب الانتباه ، قد تتم محاولة القتل أو القتل بطريقة مماثلة. قد يكون للضحايا شيئًا مشتركًا، على سبيل المثال.. المظهر أو الجنس أو العرق.
يقدّر مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن أكثر من 70% من السفّاحين عانوا في مراهقتهم من مشاكل في إدمان الكحول والمواد المخدرة واجه معظم القتلة المتسلسلين في طفولتهم اعتداءات جنسية أو جسدية (من قِبل أهلهم أو معارفهم، في معظم الحالات) أو عانوا من الإهمال؛ مما أثّر بشكل سلبي على ثقتهم بأنفسهم، وقدرتهم على تكوين علاقات طبيعية وصحية مع الآخرين. اعترف معظم القتلة المتسلسلين بأنهم بدؤوا بتنفيذ خيالاتهم على الحيوانات الصغيرة قبل أن ينتقلوا إلى البشر، كما اعترفوا بأن تعذيب الحيوانات جلب لهم الكثير من اللذة. وبما أن معظم السفّاحين يأتون من عائلات مفككة، فإن عائلاتهم، على الأغلب، كانت تتجاهل تصرفاتهم الشاذة هذه.يقوم الكثير من السفّاحين بالاحتفاظ ”بتذكارت“ لجرائمهم. عندما سُئل تيد بندي (Ted Bundy)، الذي قتل واغتصب ما بين 30 إلى 100 امرأة في الولايات المتحدة أوائل السبعينات، عن سبب احتفاظه بصور لضحاياه قال: “عندما تعمل جاهداً من أجل تحقيق هدف ما، فإنك لا تريد أن تنساه.”
ما يقارب 70% من القتلة المتسلسلين تعرضوا لإصابات جسيمة في الرأس أثناء فترة الطفولة أو المراهقة. يعتقد بعض الباحثين أن هناك اضطراباً في وظائف القشرة الجبهية (المنطقة الدماغية المسؤولة عن التخطيط والحكم على الأمور) عند هؤلاء المجرمين.
على الرغم من عدم إمكانية معرفة إذا ما كان طفل ما سيكبر ليصبح سفاحاً أم لا، إلا أن هناك ثلاث علاماتٍ تحذيرية في الطفولة قد تدل على الإمكانية المستقبلية للميل نحو السلوك الإجرامي (وتحديداً القتل المتسلسل):
تعذيب الحيوانات.
التبول اللاإرادي لفترات طويلة (أحياناً حتى خلال سنين المراهقة).
الهوس بإشعال النيران.
يسمي كثير من علماء الجرائم هذه العلامات الثلاث ”بالثالوث“.
أشارت مجلة Crime Report، المختصة بعلم الجريمة، إلى أن القتلة المتسلسلين لا يستجيبون بنفس الطريقة التي يستجيب بها معظم الناس للأشياء المثيرة للخوف، حيث يحتاجون إلى محفز أقوى لإثارة الخوف لديهم. كثير منهم لا يجفلون بسهولة، لذلك فهم بحاجة إلى جرعة أعلى من الإثارة والتحفيز من أجل الشعور بالانفعال.
تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية على المركز الأول في نسبة السفّاحين عالمياً، بنسبة تقدر بـ76% من مجمل القتلة المتسلسلين في العالم. تأتي أوروبا في المركز الثاني، بنسبة 17%.
يمكن تقسيم الدوافع النفسية للقتلة المتسلسلين إلى أربع فئاتٍ رئيسية (والتي غالباً ما تتداخل مع بعضها البعض):
دوافع حالمة (Visionary Motives): وهي تتعلق بإحساس الشخص بأن قوة خفية ما (كالشيطان أو الرب) تريد منه فعل هذه الأمور.
دوافع مرتبطة بمهمة ما (Mission-oriented Motives): كأن يضع القاتل نصب عينيه تطهير العالم من بائعات الهوى، أو أن يخلّص المجتمع من خطيئة ما عن طريق القتل.
دوافع تلذذية (Hedonistic Motives): تحقيق المتعة عن طريق القتل.
الهوس بالسيطرة والقوة (Power and control hungry).
معظم القتلة المتسلسلين لا يعانون من أمراض نفسية (كالفصام، مثلاً)، إلا أن معظمهم يشخصون باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. لا يشعر المصابون بهذا الاضطراب بالندم على أفعالهم، كما أنهم لا يحسون بأي نوع من التعاطف مع الآخرين.
في أغلب الأحيان، يكون هناك قاسم مشترك (أو أكثر) بين ضحايا القاتل المتسلسل. فغالباً ما يكونون من نفس الجنس (حيث يقتل السفاح، على الأغلب، الجنس الذي ينجذب إليه)، أو من نفس العمر، أو الأصل العرقي أو الوظيفة أو أسلوب الحياة. في كثير من الأحيان يستغل القتلة أي فئة من الناس المعرضين للخطر والاستغلال (بائعات الهوى، والأطفال والمتشردين).
هناك ست مراحل من دورة القتل لدى السفاحين:
مرحلة الهالة (Aura Phase): حيث يبدأ السفاح بفقدان اتصاله مع الواقع.
مرحلة التصيّد (Trolling Phase): حيث يبدأ القاتل بالبحث عن الضحايا.
مرحلة التودد أو الإبهار (Wooing Phase): حيث يحاول القاتل جذب ضحيته إلى الفخ.
مرحلة الأَسر (Capture Phase): وعندها تكون الضحية قد حوصرت.
مرحلة القتل أو الطوطم (Murder or Totem Phase): وهي أكثر المراحل نشوة وعاطفية لدى القاتل.
مرحلة الاكتئاب (Depression Phase): وهي آخر المراحل، حيث يدخل القاتل فيها بعد تنفيذه لجريمته.
لا يمكن القبض على القتلة المتسلسلين بسهوله قد نحتاج في معظم الاوقات الى "التحليل الجنائي" عندما يعجز رجال الشرطة في فك رموز اللغز، يستعينون بخبرة محلل جنائي. ويحاول المحلل بخبرته ومعرفته لعلم النفس تحليل سلوكية الجاني وتوضيحه. وقد يقود تحليل آثار الجريمة إلى القبض على الجاني.
ولقد اجريت مقابلات مع اطباء جنائيين و محللي سلوك اجرامي تحدثو عن اعمالهم ودورهم الكبير في معرفة المجرمين والقبض عليهم لحفظ حق القتيل حتى بعد موته .
مقابلة الدكتور/ محمد صالح مددين
مقابله مع محلل السلوك الاجرامي / محمد الشيباني
ومن ادوات التحليل الجنائي المشهوره جداً والتي يتم استعمالها بكثرة للعثور على القاتل هو "تنميط الجاني" .
تنميط الجاني هو اداة تحقيق سلوكية تساعد المحققين للتنبؤ وتحديد أنماط دقيقة لمواصفات الجرائم والجناة المجهولين. تنميط الجاني هو طريقة التعرف على مرتكب الجريمة بناء على تحليل نوع وطريقة الجريمة. يتم تحديد الجوانب المختلفة لشخصية المجرم من خلال خياراته قبل وأثناء و بعد وقوع الجريمة يتم الجمع بين هذه المعلومات مع التفاصيل الأخرى ذات الصلة والأدلة المادية، ومن ثم مقارنتها بخصائص أنواع شخصية معروفة والعقليات الشاذة المختلفة لتكوين وصف فعال للجاني. يمكن وصف التنميط النفسي كوسيلة من وسائل تحديد المشتبه به وهو يهتم بالتعرف على الخصائص العقلية والعاطفية والمواصفات الشخصية (طبقًا للأشياء التي تم فعلها أو تركها في مسرح الجريمة) وقد استُخدمت هذه الطريقة في التحقيق عن القاتل المتسلسل تيد بندي فقد توقع الطبيب النفسي الخبير بالعقل الإجرامي الدكتور ريتشارد ب.جارفيس بفئة عمر بندي وباختلاله النفسي الجنسي وكذلك بذكائه فوق المتوسط.
يسمى نوع من أنواع التنميط الجنائي بالتحليل الرابط. عرف جيرارد ن.لابوشاني التحليل الرابط بأنه "شكل من أشكال التحليل السلوكي يُستخدم لتحديد احتمالية ارتكاب الجاني لسلسلة من الجرائم". ومن الأمور التي تساعد على وضع أساس للتحليل الرابط هو تحصيل عدة جوانب لنمط مرتكب الجريمة مثل أسلوب وطقوس العمل أو السلوكيات المستمدة من الخيال والعلامة الفارقة للجاني. أسلوب عمل الجاني هو عاداته أو ميوله خلال قتل الضحية أما العلامة الفارقة للجاني فهي نقاط التشابه الفريدة في جرائمه، وبشكل عام يستخدم التحليل الرابط عند عدم العثور على أدلة مادية مثل الحمض النووي.
حدد لابوشاني خمسة إجراءات تقييمية يجب توفرها في المحققين لتحصيل وجمع جوانب نمط مرتكب الجريمة:
(1)الحصول على البيانات من مصادر متعددة.
(2)مراجعة البيانات وتحديد الخواص الهامة لجريمة واحدة من الجرائم المتسلسلة.
(3)تصنيف السمات الهامة كأسلوب العمل أو الطقوس الشعائرية.
(4)مقارنة أسلوب العمل والطقوس أو الخصائص المستمدة من الخيال في كل جريمة من الجرائم المتسلسلة لمعرفة إذا ماكان هناك علامة فارقة.
(5)كتابة تقرير عن الأشياء المعثورة.
كونت الشرطة أول تنميط جنائي لشخصية القاتل المتسلسل جاك السفاح
تعود طريقة تنميط الجاني إلى عصور مبكرة فمنذ العصور الوسطى كان المحققون يحاولون تنميط الزنادقة. أدرك كل من جاكوب فرايز وسيزار لومبروسو وألفونس بيرتيلون وهانز جروس الفائدة من التنميط الجنائي في القرن 19 ميلادي ولكن تعتبر بحوثهم بشكل عام متحيزة فهي تعكس ماكان متحيزاً في عصرهم. قام محققو شرطة العاصمة بتجميع وتكوين أول تنميط جنائي لشخصية جاك السفاح وهو قاتل متسلسل قتل مجموعة من المومسات في ثمانينات القرن 1880. طُلب من جراح الشرطة توماس بوند إبداء رأيه في مدى المهارة والمعرفة الجراحية للقاتل واعتمد تقييمه على دراسته الخاصة في أكثر الضحايا تشوهاً وعلى تقارير مابعد الوفاة لأربعة من جرائم القتل الكنسية السابقة.
وأشار بوند في مذكراته بتاريخ 10 نوفمبر 1888 إلى الطابع الجنسي في جرائم القتل كذلك تجلي كراهية النساء والغضب. كما حاول الدكتور بوند إعادة بناء مسرح الجريمة وتفسير نمط سلوك الجاني وسرعان ماعثر على العلامة الفارقة أو السمات الشخصية للجاني التي ساعدت تحقيق الشرطة. وذُكر في ملف التنميط أن خمسة جرائم من أصل سبعة في المنطقة ارتكبها شخص واحد بدون مساعدة، وبأنه قوي بدنيًا وذو رباطة جأش وجسارة و قد يكون مظهر الجاني المجهول وديع وهادئ ولربما كان في منتصف عمره ومهندم اللباس ولربما يرتدي وشاح لإخفاء الآثار الدامية من هجماته في الأماكن المأهولة بالإضافة لكونه شخص وحيد دون وظيفة فعلية وغريب الأطوار ومختل عقليًا حتى أنه قد يعاني من حالة تدعى بفرط النشاط الجنسي. ذكر بوند أيضاً أنه يعتقد أن ليس لدى الجاني معرفة بعلم التشريح مع احتمال كونه جراح أو جزار، والسمات الأساسية التي ذكرها بوند هي:
"لا بد أن القاتل رجل ذو قوة بدنية و رباطة جأش كبيرة و جرأة ... وهو عرضة لهجمات دورية من الهوس للقتل والجنس. ويشير تعرض الأشخاص للتشويه إلى أن الرجل قد يعاني من حالة جنسية تدعى بفرط النشاط الجنسي".
مراحل التنميط
وفقاً لجريج أو.مكراري فإن الفرضية الأساسية هي أن السلوك يعكس الشخصية ففي قضية قتل على سبيل المثال يقوم محللو مكتب التحقيقات الفيدرالي بتحديد شخصية الجاني من خلال التساؤل عن سلوك الجاني أو الجانية في أربعة مراحل:
1 . ماقبل الحادثة: أكان خيال أم خطة أو كليهما الذي كان يشغل عقل القاتل قبل التصرف؟ مالذي جعل القاتل يُثار ويتصرف هكذا بهذا اليوم المعين وليس بيوم آخر؟
2 . الطريقة والأسلوب: ما هو نوع الضحية أو الضحايا الذي قام القاتل باختيارهم ؟ ما هو أسلوب وطريقة القتل أكان إطلاق نار أو طعن أو خنق أو شيء آخر؟
3 . التخلص من الجثة: هل جرت عمليتا القتل والتخلص من الجثة في نفس المكان أو في مكانين مختلفين؟
4 . سلوك ما بعد الجريمة: هل يحاول القاتل إرغام نفسه في قضية التحقيق من خلال التفاعل مع تقارير وسائل الإعلام أو الاتصال بالمحققين؟
يتم تحليل الجريمة الجنسية بنفس الطريقة تقريباً (مع الأخذ في الاعتبار أن جريمة القتل تكون في بعض الأحيان جريمة جنسية) بالإضافة إلى الاستفادة من المعلومات الإضافية من الضحية التي لازالت على قيد الحياة. البروفيسور ديفيد كانتر هو رائد التنميط الجنائي العلمي فقد قام بتأسيس مجال علم نفس التحقيق كرد فعل على عدم رضاه عن الأسس العلمية لهذا النشاط.
هناك مرحلة أخرى من التنميط الجنائي (التحقيق في موقع الجريمة) وهو ربط القضايا وفقًا لبرنت إي.تورفي فإن ربط القضايا أو تحليل القضايا هي عملية تحديد ما إذا كان أو لم يكن هناك علاقات خفية بين اثنين أو أكثر من القضايا غير المرتبطة، من خلال تحليل مسرح الجريمة وهذا التحليل يشمل على إنشاء ومقارنة الأدلة المادية و الضحايا وخصائص مسرح الجريمة وأسلوب العمل -منظم أو غير منظم- والسلوكيات الفارقة في كل القضايا تحت النظر، ولهذه المرحلة هدفان هما:
مساعدة فرض سيادة القانون وخدماته ذات الموارد المحدودة من خلال إنشاء منهجية تساعد على الاستفادة من جهود التحقيق.
مساعدة المحكمة في تحديد وجود أدلة سلوكية كافية تشير إلى وجود خطة مشتركة من أجل معالجة قضايا الطب الشرعي، مثل مشكلة محاكمة الجرائم المماثلة معاً ومشكلة الاستشهاد والاستدلال بجرائم أخرى.
عادة ماتتوقف معظم جهود حالة الربط على ثلاثة مفاهيم:
أسلوب العمل.
العلامة الفارقة.
الضحايا.
كيف الأطباء الشرعيين والمحللين الجنائيين يقَدرون الوقت الذي ماتت فيه الجثه؟
درجة الحرارة: اول شيء يتم عمله عند رؤية جثه في مسرح الجريمه هو التحقق من درجة حرارة الجثه.
صلابة الجثة : تبدأ الجثه بالتصلب خلال 30 دقيقه الى 3 ساعات, والتصلب يكون نتيجة انعدام تدفق الدم والاكسجين , اول مكان يتصلب في الجسم هو" جفن العين والفك " بعدها ينتشر التصلب لباقي الجسم , بعد 4 ساعات تتصلب عضلات البطن وبعد 6 ساعات عضلات الصدر وبعد 10 ساعات عضلات البطن وبعد يوم كامل يروح التيبس من الجسم .
العيون: عند تشكل غشاء خفيف على العين يعني ذلك ان الجثه توفت منذ 3 ساعات وعند ضغط العين تكون لينه لقلة ضغط السوائل الموجوده داخل العين .
لون البشره : بعد يومين من موت تصبح البشره مائله الى الأخضر لماذا؟ لبدء تكون البكتيريا على الجسم وتبدأ من اسفل البطن وتنتشر في انحاء الجسم , بعد 4-7 ايام ستبرز عروق الجسم في الجثه.
ترسب الدم: ومن هنا يعرفون وضعية الميت وهل تم تحريك الجثه ام لا .. عند وجود احمرار على الظهر "ترسب" فيعني هذا ان الجثه ماتت اوقُتلت على ظهرها ولم يتم تحريكها, لكن لو كان الترسب في الجهتين هذا يعني انه تم نقل الجثه وتحريكها
يوجد كتاب يتكلم بالتفصيل عن الكثير من التفاصيل في تشريح الجثث والتحليل الجرائم يسمى ب" الطب الشرعي مبادىء وحقائق" للدكتور حسين علي شحرور.
تعليقات
إرسال تعليق